تخرّج دفعة 2024 من جامعة فينيسيا: تكريم للتميز الأكاديمي في ظل التحديات
Wednesday, 18-Sep-2024 10:25

في أمسية مؤثرة في قلب الجنوب اللبناني، تجمّع طلاب دفعة 2024 من جامعة فينيسيا ليعيشوا لحظة فارقة في مسيرتهم الأكاديمية. حفل التخرّج الذي أُقيم في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها البلد، اختلف عن الأعوام السابقة، ليس من حيث الفرحة التي غمرته، بل بالبساطة والتواضع اللذين أحاطا به. فقد اختارت الجامعة تكريم طلابها بطريقة هادئة، بعيدة عن الصخب المعتاد، لتكون تلك اللحظات أقرب إلى التأمل والتقدير العميق للنجاح في مواجهة التحديات، واحترامًا للمعاناة التي يعيشها اللبنانيون، وخاصة الجنوبيين.

 

الحدث تجاوز كونه مجرد حفل تخرّج؛ كان تكريمًا للثبات والإصرار. وفي قلوب الحاضرين، كان هناك شعور عميق بالامتنان والاعتراف بالرحلة التي لم تكن سهلة على الجميع، من طلاب وأهالٍ وحتى الكادر الإداري والأكاديمي في الجامعة.

 

بدأ الحفل بالنشيد الوطني اللبناني، تبعته كلمة الترحيب التي أكّدت أن هذا الحفل يمثل تحديًا للظروف، ورغبة صادقة في المجاهرة بنجاح الطلاب رغم كل الصعوبات. كانت الرسالة واضحة: هذا النجاح هو شهادة على الصمود والحياة.

 

في كلمته، شدّد رئيس الجامعة على المكانة الريادية التي حجزتها جامعة فينيسيا بين أبرز وأهم الجامعات في المنطقة خلال فترة قصيرة. وأشار إلى مسيرة الجامعة الغنية بالإنجازات، حيث حصلت على العديد من الاعتمادات الخارجية، كان آخرها من الوكالة الألمانية المرموقة "أكوين"، والمعروفة بمعاييرها الأكاديمية الصارمة. ورغم كل التحديات المحيطة، استطاعت الجامعة أن تلتزم بتلك المعايير، ما يعزز من مكانتها كواحدة ألمع المؤسسات الأكاديمية.

 

وكانت اللحظة الأكثر تأثيرًا عندما صعدت والدة الشهيدة الطفلة الطالبة أمل الدر، السيدة فردوس سعيد الدر، إلى المنصة. بصوت يحمل كل حزن الجنوب، أصرّت على توجيه رسالة مليئة بالتفاؤل. دعت الطلاب إلى أن يجعلوا من شهادة ابنتها أمل، وكل الأطفال الشهداء، دافعًا لمواصلة طريق النجاح. توجهت إلى الخريجين قائلة: "أنتم اليوم تحققون حلم أمل، وحلم كل طفل اغتيلت براءته. نجاحكم هو رسالة حياة وصمود في وجه الألم والخسارة". دمعتها على خشبة المسرح كانت دعوة حقيقية للحياة، والاستمرار رغم كل الآلام.

 

حفل التخرّج في جامعة فينيسيا هذا العام لم يكن مجرد نهاية مرحلة تعليمية، بل كان تكريمًا لصمود الطلاب وأهاليهم، وتأكيدًا على أن التعليم هو نور الحياة الذي لا يخبو، وهو السبيل لبناء مستقبل أفضل، حتى في أحلك الأوقات.

الأكثر قراءة